لابد أولا من الحقائق التى لا يمكن الاختلاف بشأنها ولا تقبل اختلاف الأراء والأحكام ووجهات النظر .. فالتعدى على أى أرض زراعية فى مصر جريمة لا يمكن قبولها أو التساهل معها والتسامح فيها .. ومصر دولة فيها نظام ولها قانون وقوة وقدرة للمحافظة على هذا القانون .. وكرة القدم ليست فوق القانون وليس هناك أى مبرر أو استثناء لتكون أقوى من أى قانون .. وبعد هذه الحقائق تبقى هناك مساحة للحوار والكتابة عن ألفى وأربعمائة ملعب خماسى لكرة القدم قررت وزارة الزراعة إزالتها وشرعت فى ذلك بالفعل هذا الأسبوع.
الوزارة قالت أن كل هذه الملاعب أقيمت فوق أرض زراعية .. وأنها تنال احتياجاتها من الكهرياء والمياة بشكل غير قانونى .. وقى مقابل كلام وزارة الزراعة قال محمد فوزى المتحدث الرسمى باسم وزارة الشباب والرياضة أن هذه الملاعب أقيمت بالمخالفة للقانون وأن إزالتها أمر لا يخص وزارة الشباب والرياضة كما انها ملاعب غير آمنة .. وما بين كلام الوزارتين يبقى هناك كلام ثالث لابد ان يقال ولابد ان يسمعه المسئولون فى الوزارتين والحكومة كلها .. فأن يقام فى مصر كل هذه الملاعب وأن تعمل كلها وتلفى اقبالا هائلا بحيث تتحول إلى مشروعات رابحة .. فهذا يعنى أولا أن مصر كانت تحتاج لهذه الملاعب ولا تزال تحتاج حتى لعدد أكبر منها .. فالشباب يحتاجون هذه الملاعب الكروية أكثر من حاجتهم لمراكز الشباب التقليدية بكل تكلفتها وموظفيها وأدوارها ووظائفها غير الواقعية فى كثير من الأحيان .. كما أنه إذا كان إزالة هذه الملاعب تم احتراما للقانون .. فقد كان لازما الانشغال والانزعاج الرياضى والكروى بهذه القضية ليس بقصد التصدى لوزارة الزراعة وإنما بهدف البحث عن بدائل ..
فالقضية الحقيقية لم ولن تكون هى بناء ملاعب كرة فوق أراض زراعية .. إنما هى أن أحدا لم ينتبه أصلا من أهل الكرة إلى كم الاحتياج العام للعب وللملاعب .. وهى أيضا خلط للأوراق والأدوار .. فالشباب فى مصر لهم همومهم ومواجعهم وأحلامهم وواقعهم الصعب وهم يهربون من كل ذلك مؤقتا بلعب كرة القدم إلى جانب الفرجة عليها محليا وأوروبيا .. وهذا هو احتياجهم الذى لابد من احترامه وأن يتال الأولوية قبل أى حفلات ومشروعات أخرى .. وهذه الملاعب وبدائلها لابد أن تصبح إحدى القضايا الأساسية لإعلام أساسه وأرباحه كلها تأتى من كرة القدم