أمور كثيرة رأيتها تستحق الاهتمام والتوقف أمامها فى حفل مجلة فرانس فوتبول أول أمس لتقديم جائزتها السنوية الشهيرة للاعب الأفضل، ومع كل الاحترام للذين انتظروا هذا الحفل ثم تابعوه ليعرفوا من هو الأفضل والذى كان هو الكرواتى لوكا مودريتش وليس محمد صلاح للأسف الشديد الذى جاء سادسا فى ترتيب الأفضل، إلا أنه من الضرورى إلى جانب ذلك أن نتوقف أمام مكان إقامة هذا الحفل الجميل والأنيق فى قاعة جراند بلاسيس فى باريس.
باريس التى تحدث العالم كله طيلة الأيام الماضية عن شعبها وشغبها وحرائقها وفوضويتها بقيت رغم ذلك هى باريس القادرة على الفرحة والاحتفال والجمال والحياة، فلم تخاصم باريس كرة القدم رغم كل ما بدأت تعرفه وتعيشه من خوف ومرارة ومعاناة، لا تزال مباريات الكرة تقام ولا يزال الشغف الباريسى باللعبة قائما، ولا تزال باريس ومجلتها الكروية الشهيرة تقيم حفلها السنوى الذى ينتظره ويتابعه العالم كله، والمجلة هى الأمر الثانى الذى يستحق التوقف أمامه فى هذا الاحتفال، وبعيدا عن الاحتفال والجائزة والنجوم الذين فازوا أو لم يفوزوا تبقى كلمة مجلة بالنسبة لى هى أجمل وأهم ما كان فى هذا الاحتفال، فهو أمر يسعد أى صحفى فى العالم لا تزال حياته ومهنته وحتى أحلامه مجرد حبر على ورق أن يكون هذا الحدث كله ملكا لمجلة لا تزال تصدر ويقرأ الناس صفحاتها دون شاشة كمبيوتر أو تليفون، وبالتأكيد تستحق فرانس فوتبول تحية وتقدير واحترام الصحفيين فى العالم كله، ويستحق مسئولوها التحية أيضا بعدما اخترعوا هذه الجائزة التى لم تطل فقط فى عمر مجلتهم إنما حافظت على قيمتها ومكانتها وشهرتها ايضا.
فالمجلة صدرت لأول مرة فى باريس عام 1946، وبعد عشر سنوات فقط قررت تقديم جائزة سنوية للاعب الكرة الأفضل فى أوروبا، وعلى الرغم من أنها جائزة من مجلة وليست من اتحاد فرنسى أو حتى أوروبى لكرة القدم إلا أنها بفضل إجادة التسويق واستخدام الميديا بذكاء باتت الجائزة الكروية الأهم والأشهر فى العالم حتى اندماجها مع جائزة الفيفا للاعب الأفضل فى العالم عام 2010 ثم استقلالها مرة أخرى منذ عامين، وكنت أتمنى فوز صلاح بجائزة فرانس فوتيول لهذا العام مع كل التقدير لمودريتش نجم ريال مدريد ومنتخب كرواتيا ولا أزال أتمنى فوزه فى الأعوام المقبلة.