مال قليل مع حسن انفاق .. أفضل من مال كثير تتم بعثرته فى الهواء .. وقد يكون قليلا ما تملكه الرياضة المصرية من مال .. وأقصد الرياضة بمختلف ألعابها واتحاداتها بعيدا عن كرة القدم وأهلها وأنديتها ورعاتها .. ولهذا أتوقف أمام لقاء جرى أول أمس بين أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة ومحمد الاتربى رئيس صندوق دعم الرياضة ونائبه سامح الترجمان .. وكان هدف اللقاء التنسيق بين الوزارة والصندوق لتوفير الدعم المالى الذى تحتاجه الألعاب المصرية وقد بدأت الاستعداد للمشاركة فى دورة طوكيو الأوليمبية العام المقبل .. وبالتأكيد تستحق الوزارة ووزيرها والصندوق ومسئولوه كل الشكر لتوفير المال اللازم لدعم مختلف الاتحادات الرياضية والألعاب ونجماتها ونجومها .. ويبقى بعد الشكر كثير أتمناه وأطالب به ولا أجده صعبا أو مغالى فيه .. وأول ما أطالب به هو أوجه انفاق هذا المال .. فبعض هذا المال لابد منه لحوائج كل اتحاد ومصروفاته الإدارية ورواتب مدربين ومسئولين ومكافآت لاعبين ورعايتهم واعدادهم .. لكن بقية المال لابد من مراجعة سبل توزيعه على هذه الاتحادات بعيدا عن أى مجاملات وضغوط وحسابات وعلاقات شخصية .. فهناك ألعاب يؤكد لنا العلم والواقع أنها لن تحقق أى نجاحات على المستوى القارى أو الدولى والأوليمبى مهما أنفقنا عليها الكثير من المال .. ولا يمكن رغم ذلك اهمال هذه الألعاب أو الغاء دعمها .. لكن يبقى دعمها فى حدود بقاء نشاطها وممارستها وبطولاتها المحلية .. وهناك ألعاب أخرى يؤكد لنا العلم أيضا أنها قادرة على تحقيق نجاحات عالمية بشرط حسن اعداد أبطالها .. وبالتالى تستحق هذه الألعاب مزيدا من الدعم بصرف النظر عمن يدير اتحاداتها .. وإلى جانب ذلك أطالب أيضا بألا يجرى انفاق المال كله على معسكرات اعداد ورحلات ودية ومشاركات رسمية .. إنما لابد من تخصيص جزء منه للعلم وبحوثه والشروع فى تطبيق قواعد العلم الحديث على الرياضة المصرية فى مجالات التدريب واللياقة والطب والتغذية .. ويشجعنى على طلب ذلك أن وزير الرياضة أصلا أستاذ جامعى يعرف قيمة ودور العلم فى تحقيق أى تقدم ونطور ونجاح .. ورئيس الصندوق ونائبه يتعاملان فى حياتهما العملية بالأرقام التى تجبرهما على إدارة لا تعرف إلا حسابات الربح والخسارة .. وبالتالى يمكن لهذا اللقاء أن يصبح نقطة بداية جديدة لمفهوم رياضى جديد فى مصر يساير العالم حولنا ويعترف بالعلم ويحترم حقائقه وقوانينه أيضا.